شوشان تولبار
آخرین اخبار
شوشان تولبار
کد خبر: ۱۱۲۷۵۴
تاریخ انتشار: ۰۳ تير ۱۴۰۴ - ۱۱:۵۵

في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم لاسيما منطقة آسيا الغربية، على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية، أصبحت سياسات الولايات المتحدة المتقلبة والمخادعة مصدر قلق متزايد للمجتمع الدولي. فمن الانسحاب من الاتفاقيات الدولية إلى التحولات المفاجئة في المواقف تجاه القضايا العالمية، خاصة بعد الهجوم العسكري الغاشم على منشئات ايران النووية، تثير هذه السياسات تساؤلات أساسية حول مدى إمكانية ثقة دول العالم بالولايات المتحدة كشريك استراتيجي موثوق.

شهدت السنوات الأخيرة تقلبات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة مع تغير الإدارات الحاكمة. فعلى سبيل المثال، انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ في عهد إدارة ترامب، ثم عودتها إليها في عهد بايدن، يعكس مدى تأثر الالتزامات الدولية بالمصالح السياسية الداخلية الأمريكية. كذلك، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة) أدى إلى توترات إقليمية ودولية، وأثار شكوكًا حول مصداقية الولايات المتحدة في الوفاء بتعهداتها.

هذه التقلبات لا تؤثر فقط على العلاقات الثنائية، بل تمتد إلى النظام الدولي برمته. فالثقة هي أساس العلاقات الدولية، وعندما تتعرض للاهتزاز، تصبح الشراكات الاستراتيجية هشة، وتتجه الدول إلى البحث عن بدائل أو إعادة تقييم تحالفاتها.

تؤدي سياسات الولايات المتحدة المتقلبة والمخادعة إلى زعزعة الاستقرار في مناطق مختلفة من العالم. ففي آسيا الغربية، أدى الدعم الأمريكي المتذبذب لبعض الأطراف إلى تفاقم النزاعات، كما هو الحال في القضية الفلسطينية، حيث تتباين المواقف الأمريكية بين دعم إسرائيل بشكل مطلق وعدم الالتزام بحل الدولتين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية كأداة ضغط سياسي، كما حدث مع إيران وفنزويلا، أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وإضعاف الثقة في النظام المالي الدولي. هذه الإجراءات تدفع الدول إلى البحث عن أنظمة مالية بديلة، مما يهدد الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على المدى الطويل.

في ظل هذه التقلبات، تتجه العديد من الدول إلى تعزيز علاقاتها مع قوى صاعدة مثل الصين وروسيا، مما يعجل بانتقال العالم نحو نظام دولي متعدد الأقطاب. فالدول لم تعد ترى في الولايات المتحدة الشريك الوحيد الموثوق، بل تبحث عن توازنات جديدة تحقق مصالحها بعيدًا عن التقلبات السياسية الأمريكية.

في الواقع إن الثقة هي حجر الزاوية في العلاقات الدولية، وعندما تفقد الدول إيمانها بمصداقية الولايات المتحدة، فإن ذلك ينعكس سلبًا على الاستقرار العالمي. لذلك، على الولايات المتحدة إعادة تقييم سياساتها الخارجية، والالتزام بمبادئ ثابتة تعزز التعاون الدولي بدلًا من إثارة التوترات. وإلا، فإنها ستخاطر بفقدان مكانتها في عالم يتجه نحو التعددية القطبية.

في النهاية، السؤال الذي يبقى مطروحًا: هل يمكن لدول العالم أن تثق بالولايات المتحدة في ظل سياساتها المتقلبة؟ الإجابة تعتمد على مدى استعداد واشنطن لتغيير نهجها وإعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي.

#محمد_امین_بنی_تمیم
نام:
ایمیل:
* نظر:
شوشان تولبار